
أساتذة الثانوي ينتفضون ضد قرارات الوزير
نفذ امس اساتذة التعليم الثانوي وقفات احتجاجية امام مقرات المندوبيات الجهوية للتعليم ووزارة التربية بالعاصمة وذلك على خلفية قرار وزير التربية ناجي جلول القاضي بغلق المدارس الإعدادية التقنية الذي صنفه المدرسون في خانة القرارات الارتجالية والغير مدروسة التي تستهدف المدرسة العمومية.
تجمعات احتجاجية حاشدة شهدتها امس المندوبيات الجهوية للتربية بكامل تراب الجمهورية وكذلك وزارة التربية التي توافد عليها المدرسون من مختلف الاختصاصات منددين بما وصفوه بالقرارات الارتجالية والمسقطة الصادرة عن سلطة الاشراف والتي تكشف وفق تعبيرهم سعيها الى ضرب مصداقية مسار الإصلاح التربوي برمته وإفراغه من محتوياته الحقيقية سواء من خلال المضامين الواردة في الكتاب الأبيض او من خلال قرارها الاخير القاضي بغلق المدارس الاعدادية التقنية وما له من «تداعيات خطيرة على مستقبل التلاميذ وعلى واقع المنظومة التربوية».
واوضح المحتجون ان قرار غلق المدارس التقنية الذي يسعى وزير التربية الى تمريره رغم ما اثاره من انتقادات واسعة في صفوف القاعدة الاستاذية العريضة سيضع ما لا يقل عن 1572 أستاذ اختصاص أمام مصير مجهول لاسيما أن الوزارة تتّجه نحو دمج البعض ضمن العمل الاداري والبعض الآخر لسدّ الشغورات بتعليم المهارات في غياب استراتيجية واضحة.
وأكد الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي الاسعد اليعقوبي ان هذه الاجراءات والتوجهات تصب جميعها في مزيد استهداف المدرسة العمومية المجانية الديمقراطية التقدمية الموحدة داعيا سلطة الاشراف الى التراجع الفوري عن مثل هذه الخيارات احادية الجانب والمتناقضة مع مسار الإصلاح التربوي وفق تعبيره.
واضاف الاسعد اليعقوبي ان هذه القرارات الارتجالية جاءت تهربا من الإقدام الجدي على اصلاح منظومة التعليم الفني التقني الذي لن يكون الا ضمن مسار الإصلاح التربوي الشامل وبعيدا عن كل اشكال استباق مخرجاته او الالتفاف على مقرراته المنتظرة ومساعي ضرب مصداقيته لدى كل من له علاقة بالشأن التربوي من مدرسين وأولياء وتلاميذ ورأي عام وطني.
وقال الكاتب العام ان الدافع الرئيسي الكامن وراء هذا الاجراء هو محاولة التغطية على الجريمة المرتكبة في حق المعطلين عن العمل من حاملي الشهائدالعليا والتي تخص غلق باب الانتداب في الوظيفة العمومية وتحديدا عدم فتح مناظرة انتداب مدرسي التعليم الثانوي والسلك المشترك والبحث عن مخارج اعتباطية لسد احتياجات وزارة التربية من الموارد البشرية الضرورية.
وكانت وزارة التربية قد وجهت مذكرة الى المندوبين الجهويين مؤرخة في 16 ماي 2016 تعلمهم فيها بقرارها عدم توجيه تلاميذ الى السنة الثامنة اساسي تقني بالمدارس الاعدادية التقنية في مفتتح السنة الدراسية 2016-2017 وتدعوهم الى اتخاذ التدابير اللازمة في علاقة بضبط مختلف الأهرامات بعنوان السنة الدراسية المعنية.