
في مواجهة الغزو التركي والافغاني:متى يتصالح التونسي مع اللّباس التقليدي ؟
تونس (الشروق)
بعد ان كان هذا اليوم محل اهتمام من أعلى هرم السلطة في تونس، لم نلاحظ اليوم اي اهتمام يذكر من اعلى مؤسسات الحكومة والجمهورية، فقط بعض الزملاء في الإذاعات والقنوات التلفزية تجرؤوا على ارتداء الزي التقليدي الذي فقد بريقه رغم انه يوفر ألاف مواطن الشغل.
وقد أصبح اللباس التقليدي مهددا بالاندثار، في ظل توافد الملابس الطائفية (اللباس الافغاني) و»غزو» الماركات الأجنبية، في حين بقيت الأزياء التقليدية تقتصر على المناسبات الدينية والاحتفالات.
وفي هذا الإطار، أكد زين العابدين بالحارث رئيس جمعية «تراثنا» ل»الشروق» ان الجمعية تعمل منذ أربع سنوات على الترويج للباس التقليدي وتسويقه. وقد نظمت يوم 12 مارس 2017 «خرجة» شارك فيها 3000 تونسي من نساء ورجال ارتدوا اللباس التقليدي وقاموا بمسيرة من أمام جامع الزيتونة باتجاه شارع الحبيب بورقيبة.
وأضاف محدثنا ان التونسيين عادوا في الفترة الأخيرة بقوة الى الازياء التقليدية، خاصة في الاعراس وحفلات الختان، مؤكدا ان المرأة والفتاة تميل الى الزي التقليدي في حين ان الرجل مازال يتجنب لباس الجبة والشاشية، مضيفا ان سبب العزوف على ارتداء اللباس التقليدي هووجود عقلية سائدة لدى التونسي مفادها ان الزي التقليدي مجلبة للسخرية والتهكم.
وحمل زين العابدين بالحارث المسؤولية الى السياسيين الذين لا يرتدون اللباس التقليدي في المناسبات الرسمية، اضافة الى عدم قيام الفنانين والوجوه الإعلامية والثقافية بدورهم بالتسويق له، من خلال ارتدائه في المهرجانات والمناسبات الثقافية واختيارهم للماركات العالمية.
وتابع محدثنا ان مسابقة الخمسة الذهبية التي ينظمها ديوان الصناعات التقليدية بوزارة السياحة نجحت في تطوير الزي التقليدي وابتكار منتوجات تجمع بين التقليدي والعصري وذلك بهدف مصالحة التونسي مع لباسه الأصلي. وتابع محدثنا ان فئة من التونسيين تدفع أموالا كثيرة لشراء الملابس والماركات الأجنبية في حين يتجنبون شراء الزي التقليدي.
من جانبه اقر الكاتب العام للجامعة الوطنية للصناعات التقليدية هشام حويذق ل»الشروق» بتقصير الهياكل الممثلة للمهنة للترويج للزي التقليدي، اضافة الى تقصير مؤسسات الدولة في أعلى هرمها في ارتداء اللباس الوطني في المناسبات الرسمية وعدم تطبيق القانون عدد 1991، مشيرا الى الدور الهام الذي يلعبه المجتمع المدني في ذلك.
وتابع محدثنا انه توجد خطة عمل بين غرفة الحرفيين المبتكرين ووزارة التربية للعمل على إعادة الاعتبار الى الصناعات التقليدية ومصالحة الاجيال القادمة معها، مؤكدا ان اعادة الاعتبار الى اللباس التونسي الاصيل يتطلب مزيدا من العمل على المدى المتوسط والبعيد لتغيير «عقلية» العزوف الموجودة خاصة لدى الشباب.
وأشار حويذق الى دور اللباس التقليدي في مقاومة الإرهاب ومرتديي اللباس الطائفي الأفغاني الذين يحملون ايديولوجيات تكفيرية، مؤكدا ان مهرجان الخمسة الذهبية له إشعاع عالمي وان هناك مصممين عالميين بصدد استغلال الموروث الوطني لابتكار منتوجات جديدة.