
بيان حول غرق مركب قرب سواحل جزيرة قرقنة
فُجع كلّ التونسيات والتونسيين أمس 03 جوان 2018 بخبر غرق مركب قرب سواحل جزيرة قرقنة ينقل مهاجرين سرّيين أودى بحياة عشرات الضحايا من الموتى وبقيت غالبية منهم في عداد المفقودين، عدد كبير منهم من التونسيين والبقية مهاجرون من جنسيات مختلفة. وإنّ المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشّغل وباسم كافّة النقابيين والشغّالين:
1- يعبّر عن عميق حزنه وألمه أمام هذه الفاجعة ويتقدّم إلى عائلات الضحايا ببالغ التعزية وصادق المواساة راجيا لهم من الله جميل الصبر وللموتى الرحمة.
2- يعتبر ما حدث كارثة إنسانية تتكرّر باستمرار وتدبّرها لوبيات وشبكات مستفيدة على المستوى القطري والدولي وتقف أمامها الحكومة متفرّجة عاجزة عن التصدّي لها وعلى وقف نزيفها البشري في ظلّ تنامي تجارة تهريب البشر والسمسرة بمآسي الشباب اليائس والباحث عن أيّ حلّ يخرجه من الإحباط وانسداد الآفاق أمامه نتيجة السياسات الخاطئة والخيارات اللاشعبية المنتهجة.
3- بقدر إكباره لمجهودات محاولات الإنقاذ المضنية والعسيرة التي تولّتها فرق الجيش والحرس الحدودي البحري والتي أفضت إلى إنقاذ عدد مهمّ من مستقلّي مركب الموت، فإنّه يحمّل الحكومة والسلطة المركزية والجهوية المسؤولية كاملة في تكرار هذه الحوادث المأساوية وفِي وقوع هذه الكارثة بالذّات خاصّة للتّغييب الكُلِّي والمتعمّد للأجهزة الأمنية في جزيرة قرقنة ممّا حوّلها إلى قبلة للسّماسرة والحرّاقة وكثير من أنواع الإجرام. ويطالب بتأمين حقّ أهلنا في قرقنة في الأمن وحقّ كلّ التونسيات والتونسيين وخاصّة في المناطق المحرومة في ضمان حقّهم في العيش الكريم وفي العمل اللاّئق وفي تأمين سلامة شواطئهم.
4- يدعو إلى معالجة الهجرة السرّيّة وظاهرة “الحرقة” وفق مقاربة شاملة لا تعتمد فقط على ما هو أمني بل ترتكز بالأساس على تحقيق التنمية وإيجاد الحلول الاستباقية ومجابهة البطالة والإقصاء والتهميش، ويحذّر من دور المناولة الأمنية التي تدفع إليها الدوائر الأوروبية الرسمية وتتبنّاها السلط التونسية ليوكل إليها دور الحارس للضفّة الجنوبية لأوروبّا دون أن يمثّل ذلك حلاّ عميقا لمشاكل الهجرة السرّيّة وتداعياتها الإنسانية والاجتماعية والأمنية سواء بالنسبة للتونسيين أو لغيرهم من الأجانب وخاصّة منهم الأفارقة الذين اتخذوا من بلادنا ملاذا ومعبرا في ظلّ التهاون والتراخي.
5- يطالب بحوار جدّي وندّي مع كلَّ من الأطراف المعنية بالهجرة السرّية يضمن أمن تونس وسلامة أبنائها ويمنع عنها كلّ المخاطر المترتّبة عن شبكات تهريب البشر والمتاجرة بحياتهم. ويدعو إلى تشريك المجتمع المدني في ذلك سواء منه الوطني أو الدولي نظرا للدور الريادي والضامن الذي اضطلع به طويلا في الغرض.
الأمين العام
نورالدين الطبوبي