أخبار الرئيسيةبيانات وبلاغات

بيــــان 05 ديسمبر 1952

 لا يختلف اثنان على أنّ يوم 5 ديسمبر 1952 هو من ايّام تونس الكبرى لأنّه التصق بتاريخ اغتيال أحد أعظم زعماء تونس الحديثة الشهيد الوطني والنقابي فرحات حشّاد، فقد شكّل حدث اغتياله تحوّلا كبيرا على المستوى الوطني والمغاربي ومثّل صدمة دولية لكونه جريمة دولة بامتياز.

لقد روّى حشّاد بدمائه تراب تونس وهو يدافع عن استقلالها ويتزعّم أبطالها وبواسلها ومناضليها وهو يذودون عن الوطن ويقاومون أعتى الدّول الاستعمارية التي جثمت على تونس لما يناهز ال75 سنة من القهر والاستعباد والاستغلال، فجسّم بذلك ذاك التمازج القوي والتكامل الوطيد بين النضال الاجتماعي والنضال الوطني.

إنّا نحيي ذكرى اغتيال شهيدنا فرحات حشّاد وكلّنا اعتزاز وفخر بما خلّفه لدينا من قيم ومبادئ سار عليها أجيال من النقابيين ومن الوطنيين وكانت حافزا لبناء تونس وتحقيق رقيّها وتقدّمها وهي ذكرى للاعتبار والتعبير عن الوفاء حتّى يكون زعيمنا حشّاد القدوة والمثال الأعلى للتضحية والولاء للوطن والوفاء للشّهداء والإخلاص للعمّال.

أيّتها العاملات أيّها العمّال

تتجدّد ذكرى الشهيد كلّ سنة، وتتجدّد معها المعاني والقيم، ولكنّها أيضا ترتبط دوما بحاضرها وبإطارها التاريخي فنستلهم منها من القيم ما يحثّنا على النضال من أجل تغيير واقعنا مثلما كان الزعيم يحلم ويعمل. وقد تزامنت هذه السنة ذكرى اغتيال الزعيم حشّاد مع هبّة نضالية عمّالية في جلّ القطاعات دفاعا عن حقوقهم وصونا لمكاسبهم وتصدّيا لسياسة الحيف الاجتماعي المنتهجة منذ عقود والتي استعادت مبادرتها لمزيد تفقير عموم الشعب وتجويعه ورهن البلاد إلى الدوائر المالية العالمية والخضوع إلى إملاءاتها وشروطها المجحفة مقابل امتيازات لفئات قليلة لا تعير مصلحة تونس اي اهمّية ولا تراعي هموم شعبها.

تعود علينا الذكرى هذه السنة وقطاع الوظيفة العمومية يستعدّ إلى تنفيذ إضراب عام بعد ان قرّرت الحكومة إلغاء الزيادات المقرّرة والتي جاءت بعد مفاوضات عسيرة وأدرجت في الرّائد الرسمي ونال الأعوان القسط الأوّل منها، إضراب شرعي على مكسب شرعي  وسيكون يوم 8 ديسمبر 2016 بمضمونه الأبعد حماية للحوار الاجتماعي من الالتفاف ومنعا لضرب مصداقية التفاوض. ويتزامن هذا المسار النضالي ايضا مع استعداد القطاع الخاص لخوض إضراب سيتم تحديد موعده قريبا دفاعا عن حقّهم في تحسين أجورهم وعن مصداقية التفاوض التي ضربها أرباب العمل بعد أن تمّ الاتفاق على خوض جولة من المفاوضات من أجل الزيادة في أجور عمّال القطاع الخاص بعنوان سنتي 2016 و 2017 . إنّ نضال أعوان الوظيفة العمومية وعمّال القطاع الخاص بتأطير من الاتحاد العام التونسي للشّغل لهو تجسيم فعلي لمبادئ حشّاد التي دعت إلى الوقوف في صفّ الشغّالين والانتصار إلى قضاياهم.

أيّتها العاملات ايّها العمّال  

تمرّ الذكرى هذه السنة وقد تعمّقت الأزمة الاجتماعية في البلاد فتفاقمت البطالة وخاصّة بين صفوف الشباب وتعمّق التهميش للعديد من الشرائح والفئات والجهات وتدهورت المقدرة الشرائية للشّغّالين ولعموم الشّعب وتدنّت الخدمات الاجتماعية في التعليم والصحّة والنقل في حين يهرول البعض لمزيد إقصاء الدولة عن دورها الاقتصادي والاجتماعي ويلهثون من أجل الاستيلاء على المؤسّسات العمومية تحت أقنعة مختلفة ومنها أكذوبة الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام التي تهدف إلى السيطرة على القطاع العام والتفويت فيه للخواص بما في ذلك القطاعات الاستراتيجية كالكهرباء والطاقة والمياه والتعليم العالي وحتّى الفلاحة وغيرها.

تمرّ الذكرى هذه السنة ولم تسطع الحكومات المتعاقبة أن تتحرّر من نسخ منوال التنمية البائد وما ارتبط  به من حيف وفساد ومحسوبية واختلال التوازن بين الجهات وبين الفئات ومن انعدام تكافؤ الفرص ممّا عمّق الأزمة في البلاد على جميع الأصعدة الأمر الذي أصبح يهدّد بالفوضى وينذر بكوارث اقتصادية واجتماعية تضاف إلى مخاطر الإرهاب المتربّصة في كلّ حين بأمن التونسيات والتونسيين وبمستقبل البلاد وقيمها وأسسها. وهي مخاطر عمل الاتحاد العام التونسي للشّغل على إنقاذ البلاد منها بالمبادرات والحوارات والحول والمقترحات وطالما نبّه من تكرارها ومن الاستهانة بها والتساهل مع من يخطّطون إليها.

أيّتها العاملات أيّها العمّال

إنّ الاتّحاد العام التونسي للشّغل، اتّحادكم، يتعرّض منذ مدّة إلى محاولات الإرباك والتهميش والضّرب بسبب الدور الوطني الذي لعبه ويلعبه في إنقاذ البلاد ومنع نكوصها إلى مرحلة الاستبداد والديكتاتورية، وهو اليوم في أشدّ الحاجة إلى مناضلاته ومناضليه وإلى العاملات والعمّال في كلّ القطاعات ليدافعوا عن أنفسهم وعن الاتحاد والبلاد. وفي هذا الإطار لا يمكننا أن ننسى ما أقدمت عليه بعض الميليشيات والعصابات في الذكرى الستين لاغتيال زعيمنا يوم 4 ديسمبر 2012، من  عنف واعتداءات وسحل ومحاولة احتلال مقرّ الاتحاد ومن انتهاك لحرمة بطحاء محمّد علي وتدنيس لها. وإنّنا نظلّ نذكّر بوجوب متابعة المعتدين ومحاسبتهم وإنصاف النقابيين والاتحاد.

وإنّ هذه الذكرى مرتبطة هذه السنة بقرب موعد المؤتمر الثالث والعشرين الذي لا تفصلنا عنه غير اسابيع قليلة يستعدّ فيها النقابيون، إلى إنجاز محطّة تاريخية للتقييم وضبط الأهداف ووضع الاستراتيجيات ورسم الخطط دوما في كنف الحوار والوضوح والشفافية والديمقراطية والقدرة على التعايش من أجل تمتين الوحدة النقابية المناضلة وترسيخ مبادئ حشّاد وقيم النضال النقابية والوطنية الخالدة.

العزّة لتونس الخلود للشّهداء عاش الاتحاد العام التونسي للشّغل مستقلا ديمقراطيا مناضلا

قسم الاعلام والنشر-Journal Echaab

الفريق الاعلامي للاتحاد العام التونسي للشغل https://www.ugtt.org.tn

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى