في ورشات المنتدى النقابي: نقاش صريح واختلافات في المقاربات
الشعب نيوز/ أبو ابراهيم - شهدت اشغال الورشات خلال اليوم الثاني من المنتدى النقابي الذي يتواصل من 24 الى 27 جوان 2024 الجاري عديد النقاشات العميقة التي غلب عليها طابع الصراحة والوضوح والحدة أحيانا. كما اتسمت المداخلات بالحجاج والجدال.
وشملت النقاشات مواضيع مختلفة تهم الشأن النقابي والشأن الوطني وواقع الحريات والانتقال العادل والمدرسة العمومية . وقد ابرزت النقاشات حجم التنوع والاختلاف في التقييمات وفي المقاربات التحليلية لواقع العمل النقابي وأهمية تحديثه ولصورة الاتحاد العام التونسي للشغل.
وتم خلال ورشة التضامن النقابي وتحديد آليات تفعيله والتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق التأكيد على ضرورة الابتعاد عن السلكية والتصنيفات المهنية التي تزيد في شرذمة العمل النقابي. وقدم الاخوة النقابيون مداخلات حول سياق الفردنة في تونس وتنامي ظاهر الانانية نتيجة إعلاء قيمة الرأسمالية وحسابات الربح والخسارة وهو ما يطرح الكثير من التحديات على التضامن النقابي الذي يقوم على نكران الذات والتضحية.
اما في ورشة الوحدة النقابية وترسيخ الاستقلالية وتكريس الديمقراطية الداخلية والشفافية فقد دعا بعض من الاخوة النقابيين إلى ضرورة تطبيق القانون بكل شفافية في حين دعا عدد آخر إلى ضرورة إدخال تعديلات على المنظومة القانونية للاتحاد العام التونسي للشغل ورأى عدد اخر أن الديمقراطية والشفافية ترسخان عبر مجموعة من الممارسات الجيدة التي تحولها من هدف إلى واقع وثقافة. واعتبر عدد اخر من المتدخلين أن الاتحاد يعيش ضمن قوانين البلاد وينضبط لأحكامها ولذلك فإن الشفافية أصبحت واقعا، مثمنين الخطوات المتخذة في اتجاهها.
وطرح عدد من الاخوة النقابيين في ورشة “مواجهة استهداف العمل النقابي المستقل والدفاع عن الحق النقابي وعدم تطبيق الاتفاقيات الممضاة والحريات العامة والفردية”، ضرورة وضع استراتيجية عدد من الأفكار ابرزها ان استهداف الاتحاد العام التونسي للشغل يخدم مصلحة أصحاب راس المال والنفوذ وقالوا إن الاستهداف عام ومتعدد وربط عدد من النقابيين الاستهداف بسياسات الاتحاد في حين اعتبر عدد آخر من النقابيين أن الاستهداف تاريخي ويتخذ اشكالا متعددة ويغير من شكله في كل حقبة تاريخية وهو نابع من نفس الإرادة التي تريد التفرد بالعمال واستغلالهم. واعتبر عدد من النقابيين ان استهداف الاتحاد هو استهداف للحريات النقابية وهو في الأخير جزء من استهداف الحريات العامة والفردية.
وتحدث الأخوة النقابيون في ورشة تقييم الأداء النقابي وتحديثه وتنشيط الهياكل النقابية وتعزيز الثقة بينها وبين المنخرطين على ضرورة العمل على تحديث العمل النقابي لان تواصله بالشكل الحالي يطرح جملة من التحديات التي تجعل تواصله بالشكل الحالي غير ممكن في السنوات القادمة واعتبروا ان التحديات تفرض على النقابيين فرضا تغيير مقاربتهم للعمل النقابي.
وفي ورشة “صورة الاتحاد العام التونسي للشغل لدى الرأي العام الوطني وكيفية التطوير بعد التقييم وإعداد خطة لتحسينها وتقديم صورة جديدة للممارسة النقابية” طرح بعض الاخوة النقابيين أبرز ما قد يشوب صورة الاتحاد سواء من الوقائع أو من الأخطاء او من الحملات الممنهجة التي تستهدفه. وأكد الاخوة النقابيون على وجود مفارقة عجيبة وهي تشويه العمل النقابي والحال انه عمل تضامني قائم على التضحية ونكران الذات. وفسر عدد من الاخوة ضرب صورة العمل النقابي بأسباب سياسية دفعت خصوم الاتحاد الى تشويهه والى أسباب ذاتية ناتجة عن بعض السلوكات والسياسيات غير الموفقة. كما فسر عدد اخر استهداف الاتحاد بوصفه جزءا من واقع دولي يريد تصفية مكتسبات العمال في العالم وهو ما لا يكون الا عبر ضرب العمل النقابي.
وتحدث الاخوة النقابيون في ورشة الانتقال العادل وتأثيراته على العمل النقابي على ان التغيرات المناخية وما تفرضه من تغيرات كبرى في سوق العمل ستؤدي الى تغيير جوهري في العمل النقابي وقدم عدد من الاخوة النقابيين قراءة حول تخلف البنية التحتية للتكوين المهني في تونس ودعوا الى ضرورة ربط التكوين المهني والتكوين الجامعي بحاجيات سوق الشغل المستقبلية وشرح عدد اخر من الاخوة النقابيين اننا غير جاهزين للانتقال الطاقي وان بلادنا يجب ان تبحث عن التمويلات الضرورية لتمويل الانتقال العادل.
لقد كانت النقاشات على العموم تعبيرا صريحا على دربة النقابيين على النقاش الحر وعلى الممارسة الديمقراطية المضمونية، وتتواصل الاربعاء الورشات لتعميق النقاش للخروج بتوصيات سيكون اثرها على تجويد السياسات النقابية حول جملة من القضايا المهمة تحضيرا للمجلس الوطني المقرر عقده مطلع شهر سبتمبر القادم.
صور أخرى من الحدث تجدونها في : https://www.facebook.com/UgttPressGroup/